درج… و مدرجات
- idbhanaa
- 13 nov. 2014
- 3 min de lecture
لعل ما يقع عليه بصرك عند مدخل منطقة سوس, هو سلسلة جبال الأطلس الكبير. جبال تحيلنا على طبيعة تضاريس المنطقة , وبالتحديد مدينة أكاد ير عاصمة جهة سوس ماسة درعة التي و تتميز كذلك بإحاطة جبلية متميزة حيث تضم إحداها معلمة تاريخية يطلق عليها إسم » أكادير أوفلا » أكادير القديمة قبل أن يضربها زلزال 1960 , مرتفعات إلى أن تصل إلى أقل مستوى في الأرض – البحر- ولعل أيضا ما يترجم هذه التضاريس كثرة المدرجات بالمدينة إحالة على المدرجات الزراعية. البدايات التاريخية تعود البدايات التاريخية لفكرة المدرجات إلى القرون الأولى التي سبقت وتلت الميلاد – العهد الروماني – بعد أن تحول الإنسان من نمط الصيد إلى النمط الزراعي والتجاري، وذلك في عدة أقاليم من العالم في شمالي إفريقيا وشبه الجزيرة العربية (اليمن خصوصاً) وبلاد الشام والصين وغيرها. لقد دام الاستقرار الزراعي أكثر من ستة قرون حيث تمكن المزارعون بخبرتهم من تعرف التعرية والانجراف في المنحدرات وطبقوا الطرق الملائمة لمقاومتها والحد من تأثيرها في التربة وخصوبتها وفي المياه، فكانت بداية استخدام المدرجات والسدود التعويقية ونشر المياه وغيرها، أساسا في الإدارة الزراعية المتقدمة، وكانت المدرجات تزرع أشجار الزيتون واللوز في حين تشكل الهضاب المراعي المفتوحة. ومن ثم تدهورت الأحوال الزراعية وأساليب حماية التربة وحفظ المياه منذ القرن السابع الميلادي حتى القرن الحادي عشر حين تم تحسين أعمال حفظ التربة والمياه، ثم أهملت من جديد حتى القرن الخامس عشر، لتنتعش مجددا في القرن السادس عشر والسابع عشر (بداية الحكم العثماني)، ثم تدهورت من جديد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفي القرن العشرين انتشرت أعمال صيانة التربة والمياه في معظم أنحاء العالم ولاسيما في بلاد المغرب العربي والشرق الأوسط.
مدرجات متواجدة بالنافورة ويعود تاريخ بناء المدرجات الاولى على الأرجح إلى القرن الثاني الميلادي وتحديدا بين عامي 138م و161م إبان عهد القيصر أنطونيوس بيوس. مدرجات على شكل أدراج كبيرة عالية متساوية المساحة مكونة من إسمنت وحجر أبيض ’ مشكلة تموجات مرتبطة و على شكل نصف دائرة , تتدرج من الأسفل إلى الأعلى لعرض الألعاب المختلفة, تتوسطها حلبة العرض. مدرجات بكل أرجاء المدينة بالنافورة المتواجدة بوسط المدينة ,بوادي الطيور كمدخل لباب الحديقة ,بالهواء الطلق حيث مكانها الطبيعي وأيضا بالشاطئ (الكورنيش) , هي مدرجات أنجزت للمتفرجين القادمين من مختلف المناطق من أجل حضور مختلف الأنشطة الفنية والثقافية التي تنظمها المدينة السياحية ’ من مهرجانات وحفلات فنية,معارض,أنشطة على مختلف تيماتها ,لكن ما يثير انتباهنا ,هو غياب هذه الأنشطة على طول السنة بحيث نرى حضورها بشكل جد متواضع , تكون حاضرة خصوصا في فصل الصيف, وبعض المناسبات الوطنية, أو تظاهرات رياضية أو اجتماعية أو اقتصادية … وغالبا ما تكون بعيدة عن المدرجات ,فتصير فقط كمكان للاستراحة , أو لمن لا وجهة له خصوصا عندما تستقبل المدينة ذلك الكم الهائل من السياح القادمين من مختلف المدن داخل المغرب وخارجه. لكن في غياب أي نشاط تظل هذه المدرجات كمستقبِل لمختلف الأحوال الجوية ,مطر ,أشعة الشمس, في غياب من يكسوها وأيضا كمكان للأطفال للعب وملأ وقت الفراغ . كما تعتبر أيضا مكان للشباب من أجل قضاء الوقت وممارسة هواياتهم كلعب القيثارة والغناء, وهناك من يجلس للكتابة أو القراءة أو إنجاز إبداعاته الفنية أم أن هذا يصف الفراغ الذي تعيشه ساكنة المدينة . لكن لا يمكن إنكار دور آخر تقوم به , دور ثانوي, والذي أخد مكانا بارزا ودورا فعالا وهو إضفاء جمالية على الأماكن المتواجدة بها , واستعمالها كممر للربط بين المرتفعات والأرض, وملأ الفراغ بين مختلف البنايات , وكسر الرتابة والانبساط الشاسع بساحات ومعالم المدينة . باعتبار المدرجات ترمز إلى بلوغ الهدف , وفي ظل هدف المغرب في المجال السياحي هو الوصول إلى عشرون مليون سائح في أفق ألفين وعشرين ,يا ترى هل ستساهم هذه المدرجات في شيء من هذا القبيل؟
هناء ادبركا
Posts récents
Voir toutأصبح العالم يتجه نحو كل ما يندرج ضمن عالم الخيال و البراءة، حيث أصبحت الرسوم المتحركة و مدينة الملاهي صناعات قائمة بذاتها بعدما كانت...
Comments